فضل ذكر الله
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه
ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن الله جل وعلا شرع لعباده الذكر والاستغفار
وأمرهم بالإكثار من ذكر الله
قال جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
وقال -جل وعلا-: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
قال صلى الله عليه وسلم-: (من قال سبحان الله وبحمده حين يصبح وحين يمسي
مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين
وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين وقال: لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير غفرت خطاياه
وإن كانت مثل زبدالبحر
وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لا يقعد قوم يذكرون الله
إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ،
وذكرهم الله فيمن عنده
رواه مسلم
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن لله ملائكة ، يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما
يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم ، قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا
قال : فيسألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم : ما يقول عبادي ؟
قال : يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ، قال : فيقول عز وجل :
هل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ، قال : فيقول : كيف لو رأوني ؟
قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تمجيدا ، وأكثر لك تسبيحا ،
قال : فيقول : فما يسألوني ؟ قال : يسألونك الجنة ، قال : يقول : وهل رأوها ؟
قال : فيقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون :
كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيهارغبة ، قال : فمم يتعوذون ؟
قال : يقولون : من النار ، قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : فيقولون :
لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : كانوا أشد منها فرارا
، وأشد لها مخافة ، قال : فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم . قال : يقول ملك من الملائكة :
فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة ، قال : فيقول الله تعالى : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
. رواه البخاري ( 6458 ) ، ومسلم ( 2686