السؤال:
كيف أتحمل أذى الآخرين، وفي نفس الوقت أتمتع بقوة الشخصية، مع العلم بطبعي الحاد الذي ينفر الجميع مني.
سؤال آخر:
دائمًا ما أنكر الأفعال الخاطئة من الغير بقلبي، وأخاف من أمرهم بالمعروف أو نهيهم عن المنكر؛ لأني أثناء ذلك أتلجلج كثيرًا في الكلام فيحسبون أني خائف منهم، ولا ينصتون، فهل من علاج لذلك؟
الإجابة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
ليس الشديد بالصرعة -الذي يصرع الرجال- ولكن الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب، والذي يقهر نفسه أعظم من الذي يفتح مدينة، والله سبحانه يقول: { والكاظمين الغيظ }، وأعلى منهم: { والعافين عن الناس }، وأرفع من كل أولئك أهل الإحسان الذين يقابلون الإساءة بالإحسان: { والله يحب المحسنين }، ولا يعتبر حليمًا إلا من يتريث ويعفو رغم قدرته.
وقد أسعدتنا رغبتك في رفض المنكرات، وحرصك على تغييرها، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم، والنجاة في أن يكون الإنسان صالحًا في نفسه مصلحًا لغيره، والإنكار درجات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه )، وزاد في رواية ( وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )، والتغيير باليد غالبًا ما يكون في حق السلطان، أو الوالد، أو المسؤول.
أما التغيير باللسان فهو غالبًا لأهل العلم، ولكل من يحسن النصح والتوجيه، ويتوقع قبول كلامه دون حدوث ضرر أكبر فإن عجز الإنسان فليس أمامه إلا الإنكار بالقلب، وذلك بأن يهجر بيئة المعصية، ويشهد الله على كره المنكر بقلبه، وأرجو أن تعلم أنك تستطيع أن تطلب ممن هو أقدر منك، أو أكثر قبولا أن يتولى التوجيه، ويتأكد هذا المعنى إذا كان أقرب من صاحب المنكر، ومن هنا يتضح أنك تستطيع أن تغير بالوسيلة والطريقة المناسبة معك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء واستمر على ما أنت عليه، ولن يضرك ظن الناس أنك ضعيف ما دمت واثقًا من نفسك، وقبل ذلك حريصًا على إرضاء ربك، ونذكرك بأن الحكمة مطلوبة.
وفقك الله للخيرات ورفعك عنده درجات.
المصدر : اسلام ويب