الفصل بين ركعتي الشفع وركعة الوتر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشفع اسم لما يصلى مثنى قبل الوتر، سواء صلي ركعتين أو أكثر، ولا يشترط أن ينوي بهاتين الركعتين الشفع، بل المستحب أن يقع الوتر بعد ركعتين ولو بغير نية الشفع. ولا يضر الفصل بين الشفع والوتر ولو بالزمن الطويل، وإن كان الأولى أن يصلى الوتر عقيب الشفع بلا طويل فصل.
جاء في حاشية الروض: واستحب أحمد وغيره أن تكون الركعة عقب الشفع، ولا يؤخرها عنه، وليس كالمغرب حتما، ولأنه ركعة قبله شفع لا حد له. انتهى.
وقال في مواهب الجليل: اختلف هل يشترط في ركعتي الشفع أن يخصهما بالنية أو يكتفي بأي الركعتين كانا، وهو الظاهر. انتهى.
وقال في الشامل: ولا يشترط كونه لأجله على الأظهر. انتهى.
وقال ابن بشير: الصحيح أنه مخير إن شاء أتى بشفع يختص بها، وإن شاء أتى بها بعد نافلة غير مختصة بها. انتهى.
وقال أيضا في مواهب الجليل: من صلى ركعتي الشفع ثم اشتغل بشغل خفيف ثم أوتر صح ذلك، وإن تطاول أعاد الشفع وصلى الوتر. قال البرزلي : قلت : هذا بين على وجوب الاتصال. والمشهور أنه ليس من شرطه الاتصال فعلى هذا لا يعيد الشفع مطلقا. انتهى. لكن الاتصال مستحب على المشهور، فعلى هذا إذا طال الفصل استحب إعادة الشفع. انتهى.
وبناء على ما مر فالأولى لك أن تأتي بالوتر عقب الشفع بلا فصل طويل، فإن فصلت بينهما فصلا طويلا صح وكان خلاف الأفضل، وإن فصلت بينهما فصلا طويلا ثم صليت من الليل قبل الوتر شفعا أو أشفاعا كان ذلك إعادة منك للشفع، فحصلت به لك الفضيلة كما مر.
والله أعلم
المصدر : مركز الفتوى . اسلام ويب