رمضان شهر القرآن
قال تعالى
{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }
رســـــول الله صلى الله عـلـيـه وسلم قال: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم
إلا نزلـت عـلـيـهــم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده
التلاوة بتأنٍ وتدبر وانفعال وخشوع وحضور القلب يقرأه بشغف بالغ ، فيتدبر آياته ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه
قال الله – تعـالى -:(( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) في هذه الآيـة بين الله – تعالى – أن الغرض الأساس من إنزال القرآن هو التدبر والتذكر لا مجرد التلاوة على عظم أجرها.
قال الحسن البصري: “والله! ما تـدبُّـره بحفـــظ حـروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل
إذاً فختم القرآن ليس مقصوداً لذاته ، فليس القصد من تلاوته هذَّه كهذَّ الشعر ، بدون تدبر ولا خشوع
ولا ترقيق للقلب ووقوف عند المعاني ، ليصبح همُّ الواحدِ منا الوصول إلى آخر السورة أو آخر الجزء
أو آخر المصحف ، ومن الخطأ أيضاً أن يحمل أحدنا الحماس – عندما يسمع الآثار عن السلف التي تبين
اجتهادهم في تلاوة القرآن وختمه – فيقرأ القرآن من غير تمعن ولا تدبر ولا مراعاة لأحكام التجويد أو
مخارج الحروف الصحيحة ، حرصاً منه على زيادة عدد الختمات ، وكون العبد يقرأ بعضاً من القرآن
جزءاً أو حزباً أو سورة بتدبر وتفكر خير له من أن يختم القرآن كله من دون أن يعي منه شيئاً
ومما ينبغي أن يعلم أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته وأن الله عز وجل إنما أنزل هذا القرآن للتدبر
والعمل لا لمجرد تلاوته والقلب غافل لاه ، قال سبحانه :{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته }
وقال: { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
فعلينا قرآءة القرآن سواء في رمضان أو في شهرغيره بتدبروتفكر وفهم معانيه واتباع ماأمرنا الله فيه
والإنتهاء عما نهانا وأن لانهجره وخاصة في رمضان
قال الله عز وجل: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾
~~~~~~~~~~~~~
لقد بيَّن الله – عزَّ وجلَّ – الهدفَ من الصوم فقال – تعالى -:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
والتَّقوى في النهاية هي الالْتزام بشَرْع الله تعالى عمومًا
وشِرعتنا الغرَّاءُ تحثُّنا على التخلُّق بالأخلاقِ الكريمة، فلا بدَّ مِن ترْك الغضب، وعدمِ السماح لأيِّ شخص أن يجرَّنا إلى الاستفزاز؛ لأنَّ الهدفَ من الصوم هو التمسُّكُ بالأخلاق الحَسَنة، والوصول إلى مرحلةِ ضبْط النفْس، والتحكُّم فيها.
وقد علَّمَنا رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – تجنُّبَ ما يفسد صومَنا مِن الأخلاق السيئة، فقال: ((الصوم جُنَّة، فإذا كان صومُ يوم أحدِكم فلا يرفثْ ولا يفسقْ، فإنْ سابَّه أحد أو قاتَلَه، فليقلْ: إني امرؤٌ صائم)).
والرفث – أخي الحبيب – معناه: أن يتكلَّم الشخص بكلامٍ بذيء سيِّئ فاحش، فعلَى كلِّ صائم ألاَّ يقع في ذلك، وأن يتجنبَ الكذب، وكذلك الغِيبة والنميمة، وقد حَثَّ نبيُّنا – صلَّى الله عليه وسلَّم – الصائمين على التمسُّك بالأخلاقِ الكريمة، فقال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني صائم))؛ بمعنى أنَّ الصائم إذا استفزَّه أحد، فعليه أن يقابلَ ذلك بالتسامح، فالصوم جُنَّة لنا من الوقوعِ في الزلل، ومَن لم يلتزمْ ذلك فقد ضيَّع صومَه هباءً، وأفْقدَه جوهرَه، والهدف الأسْمَى منه، وحقَّ فيه قول النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صيامه إلاَّ الجوعُ والعَطَش)).
ولنتذكَّر دائمًا أنَّ هدف الصوم الأسْمى هو تقوى الله – عزَّ وجلَّ – والذي يصوم ينبغي له أن يتحلَّى بالأخلاقِ الكريمة، التي بُعث بها رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – حيث قال: ((إنَّما بُعثِت لِأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق
فالإتزام بالأخلاق الحسنه في كل حال وفي كل مكان م ن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
ويجب علينا الإقتداء به
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم إجعلنا به مقتدين ومن شفاعته نائلين ومن حوضه شاربين وفي أعلى جنانك ملتقين
اللهم بلغنا شهر رمضان ورزقنا صيامه وقيامه إيمانا وحتسابا
اللهم ووفقنا لقيام ليلة القدر إيمانا وحتسابا
اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا وجميع المسلمين من النار
برحمتك ياأرحم الراحمين
~~~~~~~~~~~
في أمان الله